في دولة المؤسسات المزعومة في إدلب
من بلد يدع شؤون العباد جانباً ومافيها من نزوح وفقر وجهل وبطالة قد وصلت أوجها، ويتدخل في لباس نساء “المحرر” التي لا يراها إلا فتنة متحركة تثير الغرائز ويجب حجبها عن العالم برمته، فحتى لباسها الطويل لم يمنع عنها العيون التي ما زالت تأكلها، متناسين غض البصر الذي أمر به الخالق.
والمضحك المبكي في هذا كله ما قامت به إحدى الموجهات الاختصاصيات (التي تحتاج إلى من يوجهها) في إحدى مدارس ادلب، بفظاظة وغلظة، تطاولت على معلمة خمسينية ترتدي لباساً يغطي أسفل قدميها، تمسك بيدها مسبحة الكترونية تسبح فيها ربها، لم تشفع للمعلمة سنوات عمرها التي أمضتها في تربية الأجيال ولا حتى توسلاتها أمام كل الآنسات عن قيام تلك الموجهة أو بالأحرى الجلادة بتجريدها من حجابها ليتبين أنها على خطأ وأن هذا شعرها فقط.
شعرها حتى تحت الحجاب أصبح تهمة، كل هذا حصل أمام رؤوس الأشهاد الذين لم يجرؤوا على التدخل لمنع تلك المهزلة المتسترة باسم الدين البريء منها براءة الذئب من دم يوسف.
ناهيك عن ذاك الرجل الذي عيّن نفسه وليّا على نساء ادلب، فقد اتخذ من دوار الكرة مكاناً ومن غصن الزيتون رمز السلام عصاً يرفعها بوجه الحرائر لزجرهن وتخويفهن.
يتجاوز كل حدود الكلام، وينفث كلامه على كل امرأة تمر دون رادع أو مخافة حتى من الله.
لا أنسج قصص الخيال العلمي من بنات أفكاري، فالرجل بشهادة الجميع بقي لساعات على دوار الكرة، يمارس عمله ككاميرا على النساء وأجسادهن، يواصل تلك التصرفات التي لا تمسّ للشرف بصلة أمام الشرطة ودون أدنى تدخل.
هل المؤسساتية فقط على السوريين في بلدهم؟
هل يجيز الشرع لرجل غريب – ولو كان عنصر ما يسمى الحسبة محادثة النساء والتمعّن في أجسادهن وتوبيخهن بأقذر الألفاظ؟
حسن جنيد