الجولاني يصرح لا ثوار في سجوننا! … ما مصير المغيبون في سجونه؟
خرج السوريون منذ أكثر من عشر سنوات في ثورة عظيمة، يطالبون من خلالها بالحرية والكرامة، حالمين بالوصول إلى دولةٍ تؤمن بالحرية وتعزز مبدأ المواطنة، وتكف أيدي الأجهزة الأمنية عن رقابهم بعد خمسين عاماً من الخوف والاستبداد والظلم خلال حكم آل الأسد، لكن لم ينعم الأحرار من السوريين بذلك الحلم، رغم قدرتهم على تحرير العديد من المناطق من يد النظام السوري، مثل منطقة إدلب التي تحررت بدماء الشرفاء وسقطت مرة أخرى بيد هيئة تحرير الشام المعروفة بجبهة النصرة سابقا والتي لم تكن أحسن حالً من نظام الأسد.
تحررت إدلب عام 2015 وأصبحت مركز المناطق المحررة، وأكثرها أهمية لما تضمه من عدد كبير في السكان من مقيمين ومهجرين والذين وصل عددهم لقرابة الأربع ملايين إنسان، وقد اتخذتها هيئة تحرير الشام مركزاً لها إثر قضائها على جميع الفصائل الثورية من جيش حر وأحرار الشام وغيرها من الفصائل العسكرية إلى أن سيطرت على المحافظة بشكل كامل مع قدوم عام 2018 ومنذ ذلك الحين لم يسلم أي شيء من السواد الذي تتميز به سياساتها، فقد هاجمت واعتقلت كل شخص نادى بما يغاير استراتيجيتها وأفكارها، فالإعلاميين والنشطاء وكل شخص يعمل في المجال الثوري هو إنسانٌ مهددٌ بالسجن والاعتقال، وأحيانا بالاغتيال في حال خرج عن الطاعة كما حصل مع الشهيدين رائد الفارس وحمود الجنيد.
لا يكاد يمر يوم دون إقدام هيئة تحرير الشام على ممارسة انتهاكاتها ضد الشعب المكلوم في إدلب، فالضرائب التي تثقل كاهل الناس و سيطرتها على الاقتصاد في المحرر واستحواذها على مقدرات المنطقة من أراضي عامة إلى معابر دولية إلى احتكارها جميع الموارد الغذائية والنفط من جهة ومصادرتها للآراء والحريات من جهة أخرى فقد حاولت بكل قوتها إسكات النشطاء وخاصة الإعلاميين ودفعهم للصمت وتجاهل الانتهاكات الحاصلة بحق المدنيين، ودفعهم ليكونوا أبواقً لهم مقابل إبقائهم على أرضهم وذلك لأن الإعلام مرآة الواقع ومنبر المظلومين، الذين لا يملكون أي أداة للدفاع عن حقوقهم سوى الكلمة وهذا ما يؤرقهم كما يؤرق الأنظمة الاستبدادية في كل زمان ومكان.
أي شخص يحاول نقل الواقع ونقل الانتهاكات التي تحصل في ادلب مصيرة السجن داخل الاقبية المظلمة
في الآونة الأخيرة كثفت هيئة تحرير الشام حملات الاعتقالات لتطال نشطاء اعلاميين ومدنيين ففي تاريخ الخامس من أبريل لهذا العام اعتقلت الهيئة الناشط الإعلامي خالد حسينو من منزله في مخيم الأناضول شمال إدلب، دون توضيح الأسباب ودون إصدار أي بيان ليصبح مصيرة مجهولا في ظل التكتم الشديد على عمليه الاعتقال، وبتاريخ السابع من نيسان الماضي داهمت الهيئة بلدة معراته في جبل الزاوية لتعتقل الناشط المدني الثوري محمد زين، وتتعمد إهانته أمام ذويه لتفرج عنه بعد ثمان عشر يوماً قضاها في أقبية سجن البادية بمدينة إدلب دون إصدار أي بيان يوضح سبب اعتقاله أو سبب الإفراج عنه إلا أنهم وعند سؤال بعض الإعلاميين عنه اتهموه بسب الذات الإلهية وهنا يكمن السؤال هل سب الذات الإلهية عقوبتها ثمانية عشر يوماً ؟.
من جهت أخرى صرح ناشط إعلامي مقرب من محمد زين طلب التحفظ عن ذكر اسمه لأسباب أمنيه أن محمد زين في الآونة الأخيرة كان يشن العديد من حملات التشهير بالهيئة وفضح ممارساتها القمعية خصوصا بعد حملات النظام السوري على جنوب إدلب وسقوط العديد من المناطق ويرشح الناشط أن الاعتقال جاء انتقاماً من محمد زين ومحاولة لتكميم صوته كي لا يؤثر على سير عمليات الهيئة في إدلب.
وقد استمرت حملة اعتقال الناشطين لتطال الناشط الإعلامي محمد علم الدين الصباغ من مكان إقامته في مدينة إدلب بتاريخ العاشر من نيسان من العام الحالي أيضا دون توضيح الأسباب وإلى الآن لا يزال مصيره مجهولاً في ظل تكتم شديد حول قضيته.
وفي السياق صرح الجولاني المتزعم لتنظيم هيئة تحرير الشام في لقائه مع الصحفي الأمريكي مارتن سميث من خلال مقطع مسجل تم نشره في بداية شهر نيسان الماضي أنه مستعد لفتح سجونه أمام المنظمات الحقوقية الدولية واستقبال الوفود الدولية للاطلاع على واقع السجون في إدلب دون اعترافه بوجود آلاف الثوار في أقبيته فهل سيفتح الجولاني سجون افرعه الأمنية كسجن البادية وسجن الزنبقي وسجن سرمدا والدانا أم أنه سيستضيف الوفود في السجون المدنية؟
والجدير بالذكر تناقل ناشطون تسجيلات مصورة في مواقع التواصل لأهالي معتقلين لدى هيئة تحرير الشام يطالبون من خلالها بالإفراج عن ذويهم وتوضيح سبب الاعتقال.
وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان فإن هيئة تحرير الشام اعتقلت 146 شخصاً بينهم طفل وأربع نساء خلال عام 2020 أغلبهم من النشطاء في مؤسسات المجتمع المدني والإعلاميين والمحامين ورجال الدين وقد حصلت هذه الاعتقالات في أغلبها على خلفية التعبير عن الرأي في انتقاد سياسة “الهيئة” أو بسبب انتمائهم للعمل مع الحكومة المؤقته.