تحرير الشام في معزل عن احتياجات سكان المحرر.
قامت مجموعة مسلحة تابعة لهيئة تحرير الشام، بتاريخ 25-3-2018، بمداهمة المكتب الرئيسي والوحيد ل “تجمع شباب ترمانين” أثناء وجود كادر التجمع في المكان، وقد ترافقت المداهمة بإطلاق النار داخل المكتب ما أدى لإصابة رئيس التجمع “فراس عبد الرحيم”، الذي تم اقتياده بعد إصابته بطلق ناري، من قبل نفس المجموعة المسلحة لمكان مجهول، ولا يزال مصيره مجهولاً حتى الآن، و”عبد الرحيم” كان يشغل سابقا رئيس المجلس المحلي للبلدة، كما تم اقتياد أعضاء التجمع المتواجدين في المكتب، ومصيرهم أيضاً مجهول.
كما قامت نفس المجموعة المسلحة التابعة لتحرير الشام، بتخريب والعبث بمحتويات المكتب، قبل الخروج منه، في خطوة لا تزال الأهداف منها مجهولة للسكان المحليين.
الجدير بالذكر، أن تجمع شباب ترمانين، هو مبادرة مدنية محلية، تعمل على تنفيذ الخدمات، والمتطلبات اللازمة لأهالي ترمانين، وتلقى رضى واستحسان الأهالي، نتيجة هذه الخدمات التي كان آخرها تأمين مياه الشرب للمنازل بأسعار رمزية، في ظل نقص حاد في المياه، وغلاء أسعار توصيلها الناجم عن أزمة المحروقات التي يعاني منها الشمال السوري، بالإضافة لمشاريع ترميم المنازل، والأبنية والمرفقات المدمرة نتيجة استهداف طيران النظام، وحليفه الروسي.
تجمع شباب ترمانين، الذي لم يصدر أي بيان، أو تصريح حول الحادثة، نتيجة الضغط والترهيب من قبل مجموعات تحرير الشام، أوقف كافة مشاريعه الخدمية للبلدة، في ظل ظروف معيشية صعبة، وأوضاع اقتصادية سيئة يعاني منها أهالي المناطق المحررة بشكل عام، وفي عارضة متكررة يمكن لها أن تؤثر سلباً، وبشكل واضح على كافة الكيانات المدنية والخدمية في المناطق المحررة، في حال توقفت الجهات المانحة والداعمة لهذه الكيانات الخدمية المحلية، عن تمويل مشاريع واحتياجات السكان في هذه المناطق.
ممارسات تحرير الشام التي لا تقيم أي اعتبارات لاحتياجات المجتمعات، والأوضاع المعيشية المتردية لسكان هذه المجتمعات، من شأنها التضييق الخانق والمؤثر على حياة آلاف المواطنين ذوي الاحتياجات الأولية والضرورية للعيش، في حال تم توقيف المنح للمشاريع المنفذة من قبل الكيانات المدنية المحلية، وهي بحاجة أيضاً لوقفة شعبية مؤثرة في وجه هذه الممارسات، ولدعم ومناصرة الكيانات المدنية المحلية، للاستمرار في تلبية احتياجات المجتمعات المحلية المتواجدة فيها هذه الكيانات.