مغيبون في سجون هتش.
تسلطت على هذه الثورة جماعات فكرية لاتمت بصلة لمجتمعنا السوري، فشابهت الأسد في استبداده، واستنسخت بشكل صوري أساليبه القمعية.هيئة تحرير الشام -المعروفة اختصاراً “هتش”- الكيان المتطور شكلياً عن تنظيم جبهة النصرة شابه الأسد بتقييد الفكر، وقمع الحريات، وممارسة العنف بحق من رفض الديكتاتورية، وصرخ للحرية. فأنشأ المعتقلات، وملأها بالسوريين من مدنيين، ومفكريين، وثوار.
(العقاب- حارم- سجن ٥٠٠- شاهين…….) وغيرها الكثير من الأقبية المخابراتية المظلمة هي أسماء لمراكز غيبت من خلالها هتش أكثر من خمسة آلاف سوري منذ ٢٠١٥.
اليوم وبعد التطورات والمتغيرات في خرائط السيطرة، وتقدم نظام الأسد على عدة مناطق داخل محافظة ادلب. لم تغير هتش من اسلوبها، ولم تتعامل مع هذه المراكز كما تعاملت مع محطات كهرباء وأفران وسكك حديد، ولم تأثر أهوال الهجمة المجرمة للأسد على فكر التطرف المتحجر، ليستمر الجهل بمصير من غيبته هتش، ولتزداد معاناة ذويهم، مع رفض هتش منحهم أي معلومة عن أبنائهم أو مصيرهم أو مكان اعتقالهم.
ولا يخفى على أحد أن نظام الأسد سيطر على مناطق عدة كانت تنتشر فيها مراكز تغييب، ومنها العقاب، وسجن ٥٠٠، كما لا يخفى على أحد مخاطر سيطرة الأسد على هذه المراكز ومعتقلوها مقيدون بسلاسل أمنيي الجولاني.
“مغيبون في سجون هتش” حملة تطوعية مدنية هدفها الضغط على كل من يملك تأثير من شأنه تحقيق حرية المغيبيين، أو معرفة مصيرهم، كما أنها تهدف لتقديم أي دعم معنوي وإنساني لذوي المغيبيين في سجون هتش.